مأرب: إخلاء قسري لعشرات الأسر النازحة دون بدائل.. وتجاهل رسمي يفاقم الأزمة الإنسانية

شقرة نيوز _ أبين _ الخميس، 26 يونيو 2025
مأرب
في مشهد يعكس التدهور المتواصل في أوضاع النازحين، أفادت مصادر محلية، اليوم الخميس، بأن عشرات الأسر النازحة أُجبرت على إخلاء خيامها في منطقة “العرق الشرقي” التابعة لعزلة آل شبوان بمديرية الوادي في محافظة مأرب. يأتي هذا الإخلاء بعد نحو عشر سنوات من استقرار هذه الأسر في الموقع، ودون توفير أي بدائل سكنية أو إغاثية لهم.
وأوضحت المصادر أن عملية الإخلاء جاءت عقب شراء أحد المستثمرين للأرض التي أقيم عليها المخيم، وبدء مطالبته بإخلائها. هذا التطور تزامن مع غياب تام لأي مبادرات إغاثية أو إنسانية من قبل الجهات المعنية، مما يثير تساؤلات حول مدى مراعاة الكارثة الإنسانية التي تواجهها هذه الأسر المنكوبة.
وأشارت المصادر إلى أن الأسر بدأت بنقل ما تبقى من خيامها ومقتنياتها إلى مناطق مفتوحة وغير مجهزة، في ظروف معيشية بالغة القسوة، وبدون أدنى مقومات البقاء أو الحماية. هذا الوضع يأتي في ظل ما وصفته المصادر بـ”تجاهل مريب” من السلطات المحلية، التي لم تتدخل لتقديم حلول أو دعم لهذه الأسر.
من جهته، قال الناشط الصحافي محمد حفيظ، إن النازحين يتعرضون منذ أكثر من شهر لما وصفه بـ”حصار ممنهج” يهدف إلى دفعهم قسراً للمغادرة. وأضاف حفيظ، في منشور على حسابه في “فيسبوك”، أن هذا الحصار يشمل التضييق على وصول مياه الشرب والمساعدات، ومنع نقل المرضى، وعرقلة حركة التنقل. وأكد أن جهود الوساطة القبلية المتكررة لتفادي الكارثة قوبلت بالتجاهل من قبل إدارة شؤون النازحين والسلطة المحلية، رغم إبلاغهم رسمياً بما يجري، وإرفاق الأدلة والوثائق التي تؤكد حجم الانتهاك.
https://www.facebook.com/MohammedHfeyz/posts/24002237399466868?ref=embed_post
وتستضيف مأرب، وفق تقديرات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، أكثر من مليوني نازح، يتوزعون على أكثر من 200 مخيم وتجمع. ويعيش معظم هؤلاء في ظروف إنسانية قاسية، حيث تفتقر المخيمات لأبسط وسائل الحماية والخدمات الأساسية، وتتعرض خيامهم للتلف المستمر جراء التقلبات المناخية، في ظل ما يصفه مراقبون بـ”فشل واضح” في الاستجابة الإنسانية من قبل الجهات الرسمية المعنية.