بين النقد والواقع.. حين يُجبرك الفعل على الاعتراف

بقلم: زيد الورغي
شقرة نيوز _ أبين _ الأربعاء، 13 أغسطس 2025
كنت، ولا أزال، ممن يختلفون مع المجلس الانتقالي في كثير من الرؤى والأساليب. ولطالما وجدتُ في بعض مواقفه حدة، وفي بعض خطاباته اندفاعًا غير مبرر في سياق سياسي هش ومضطرب.
لكن في لحظة فارقة كالتي نعيشها اليوم، لا يمكن للضمير أن يتعامى عن واقع يتحرك أمام أعيننا بخطى واثقة، حتى لو جاء هذا الواقع من الطرف الذي نختلف معه.عودة اللواء عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم تكن عادية، لا في توقيتها، ولا في آثارها. فمنذ لحظة عودته، بدا أن هناك تغيّرًا في نبرة الدولة، وفي وتيرة الأداء الحكومي.
تحسّن سعر الصرف لم يكن من قبيل المصادفة، وتشغيل مصافي عدن لم يكن محض قرار إداري. الأمر أعمق من ذلك، ويتصل بإرادة واضحة أرادت أن تصنع فرقًا، وصنعته.
الرجل، وقد أُتيح له النفوذ السياسي والتنفيذي، لم يركن إلى المناكفات أو الشعارات، بل مارس ما يمكن وصفه بـ”القيادة الهادئة” عبر لقاءات حاسمة، وتحركات على كل المستويات، من البنك المركزي، إلى ملف التعليم، إلى لقاء السفراء، مرورًا بالتنسيق مع الحكومة، وحتى الترتيب لمؤتمر المانحين.
أنا لا أقول إن المجلس الانتقالي تحول فجأة إلى الكمال، ولا إننا أمام معجزة سياسية، ولكن من الإنصاف أن نقول: إن شيئًا حقيقيًا قد تغير، وإن للزبيدي دورًا بارزًا في تحريك هذا الجمود، بصفته الرسمية كنائب للرئيس، وبحسابات أكثر هدوءًا مما عهدناه.
من الصعب على من اعتاد النقد أن يتحوّل إلى المديح، لكن من الصعب أيضًا أن نكذب على أنفسنا. إذا كانت السياسة تُقاس بالنتائج، فبعض ما نراه اليوم هو نتيجة تستحق التوقف عندها.