تعز – شقرة نيوز – الأحد 21 سبتمبر 2025
تواصلت الاحتجاجات الغاضبة في محافظة تعز لليوم الرابع على التوالي، الأحد، رفضًا لجرائم حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان)، بعد اغتيال الناشطة الاجتماعية والأكاديمية إفتهان المشهري التي كانت تشغل منصب المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين.
المشهري اغتيلت برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية وسط المدينة، في حادثة وصفت بالصادمة، خاصة وأن التحقيقات الأولية أشارت إلى ارتباط الجريمة بجهات نافذة تضررت مصالحها من خطواتها الإصلاحية وإجراءاتها لمكافحة الفساد داخل المؤسسة التي قادتها.
وخلال المظاهرات التي اجتاحت مدينة تعز وأريافها، تدفقت حشود كبيرة إلى وادي القاضي وشارع جمال عبد الناصر وصولًا إلى مقر حزب الإصلاح، حيث ردد المتظاهرون شعارات تندد بجرائم الإخوان، مطالبين بتسليم قتلة المشهري وضحايا آخرين سقطوا برصاص مسلحي الحزب خلال السنوات الماضية.
الهتافات ارتفعت ضد ما وصفه المتظاهرون بـ”الانفلات الأمني المتعمد” الذي تغذيه الجماعة، في ظل تسترها على القتلة وحمايتهم من الملاحقة القانونية.
ومن أبرز الهتافات:”ارحلوا يا عصابة.. حولتم تعز خرابة”، في مشهد اعتبره مراقبون بمثابة استفتاء شعبي ضد استمرار نفوذ الإخوان في المدينة.
على مدى أربع ساعات متواصلة، تحولت الساحات إلى موجة بشرية غاضبة، عبّرت عن رفضها لتحويل تعز إلى ساحة لتصفية المناهضين، كما وصف ناشطون سياسيون.
الناشط السياسي محمد الحريبي قال لـ العين الإخبارية: “هذه المظاهرات رسالة تضامن مع أهالي الضحايا، وصوت يطالب بتسليم القتلة إلى القضاء. ما يحدث اليوم نتاج فشل أمني ذريع، سمح لعصابات مسلحة أن تتحرك بحرية تحت غطاء رسمي من مؤسسات خاضعة للإخوان”.
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي عبد الحليم صبر أن المشهد في تعز غير مسبوق منذ عقود: “لم تخرج المدينة بمثل هذا الغضب والوحدة من قبل. ما نشهده اليوم ليس احتجاجًا عابرًا، بل استفتاء شعبي حقيقي. على مجلس القيادة الرئاسي أن يحدد موقفه: إما الانحياز للشعب أو الاستمرار في التراخي مع العصابة”، في إشارة إلى حزب الإصلاح.
وكان اغتيال المشهري قد فجّر موجة غضب غير مسبوقة، دفعت المحتجين لقطع شوارع وطرقات رئيسية داخل المدينة منذ الخميس الماضي، ومطالبة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بإجراءات عاجلة توقف نزيف الاغتيالات والفوضى التي تعصف بالمحافظة منذ سنوات.
