الرئيسيـة

الجماعات المتطرفة في اليمن… تخادم الاصدقاء الاعداء لضرب الانتقالي

أبين – شقرة نيوز – السبت، 20 ديسمبر 2025

أفادت مصادر ملاحية بأن دوريات تابعة للقوات الدولية نفذت ليلة أمس عمليات تمشيط مكثفة على بعد أميال من جزيرة ميدي شمال البحر الأحمر، في المنطقة التي تتمركز فيها القوات الحكومية اليمنية المعترف بها دولياً.

وأوضحت المصادر أن الدوريات الدولية تعاملت مع نقطة إفراغ حديثة لتهريب الأسلحة إلى اليمن، بعد رصد قوارب صغيرة تنقل طروداً مموهة من سفينة كانت متواجدة على بعد أميال من الساحل اليمني قرب جزيرة ميدي، يُعتقد أنها أتت من أحد موانئ سلطنة عمان.

التحولات في مسارات التهريب

يأتي هذا التطور بعد أن اضطرت شبكات التهريب الإيرانية للبحث عن مسارات بديلة لتوريد الأسلحة لجماعة الحوثي، إثر قطع طرقها التقليدية عند الحدود اليمنية العمانية بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا على محافظتي المهرة وحضرموت في الثالث من ديسمبر الجاري.

ويلاحظ مراقبون أن هذه الخطوة أثارت رفضاً من قبل أطراف في إطار ائتلاف الحكومة اليمنية، خصوصاً حزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الذي يتركز نفوذه السياسي والعسكري في مأرب شرق صنعاء وأجزاء من الساحل الشمالي للبحر الأحمر، بما فيها جزيرة ميدي.

تخادم الجماعات الإسلامية المتطرفة

كشف تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الخاصة باليمن لعام ٢٠٢٥ عن وجود شبكة تنسيق واسعة بين جماعات متطرفة مثل الحوثيين، وتنظيم القاعدة، وحركة الشباب في الصومال، المرتبطة تاريخياً بالإخوان المسلمين.

وكانت مناطق وادي وصحراء حضرموت، التي سيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع الشهر الجاري، تشكل نقطة نفوذ مشتركة لجماعة الإخوان والحوثيين، وينشط فيها تنظيم القاعدة لتمويل عملياته الإرهابية، وفق تصريحات وزير الداخلية اليمني الفريق إبراهيم حيدان لصحيفة الشرق الأوسط في ٢٦ أكتوبر الماضي.

وفي ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٢، ضبطت نقطة أمنية في مدينة شبام بوادي حضرموت شاحنتين محملتين بأسلحة وطائرات مسيرة وذخائر متجهة للحوثيين، بعد مرورها دون تفتيش من نقاط تابعة للمنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان، والتي كانت تتمركز في المناطق التي سيطر عليها المجلس الانتقالي مؤخراً.

مؤشرات مقلقة للتعاون بين الجماعات المتطرفة

التقرير الأممي أشار إلى مؤشرات مقلقة حول تقاطع مصالح الجماعات المتطرفة في اليمن رغم اختلاف شعاراتها، حيث سجل نشاطاً متزايداً بين الحوثيين وتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية.

وعزز الحوثيون مؤخراً تعاونهم مع حركة الشباب بهدف تنويع سلاسل الإمداد، وتأمين أسلحة متطورة، وتعميق زعزعة الأمن البحري في مناطق استراتيجية مثل خليج عدن ومضيق باب المندب، وفق معهد كارنيغي في أبريل ٢٠٢٥.

الإخوان والتهريب… إلى أين؟

مع التحولات التي شهدتها المنطقة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٤، ظهرت أرضية مشتركة بين الجماعات المتطرفة في اليمن، بما فيها الحوثيون وتنظيم القاعدة وجماعة الإخوان، خصوصاً في دعمها لحركة حماس.

ومع سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على مناطق وادي وصحراء حضرموت والمهرة، والقضاء على المنطقة العسكرية الأولى التابعة لقوات الإخوان، باتت جماعة الإخوان تشترك مع الحوثيين والقاعدة في العداء للمجلس الانتقالي، الذي تُنظر إليه الجماعات الثلاث كعدو مشترك بسبب ارتباطه بالإمارات وعلاقاتها مع إسرائيل.

وبالتالي، أصبح منطقياً ومتوقعاً استخدام منافذ بحرية وبرية تحت سيطرة قوات موالية للإخوان كمسارات لتهريب الأسلحة الإيرانية، في ظل التوجه الأمريكي لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية عالمية، وهو ما يعزز القاسم المشترك بين الجماعات المتطرفة في اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى