إب تحت قبضة الرعب: الحوثيون يوسعون حملة الاعتقالات للشهر الثاني ويستهدفون النخب خوفًا من انتفاضة شعبية

شقرة نيوز _ أبين _ الجمعة، 4 يوليو 2025
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية تصعيد حملة الاعتقالات الوحشية في محافظة إب، الواقعة جنوب صنعاء، لتدخل شهرها الثاني على التوالي، مستهدفةً هذه المرة عشرات النشطاء والوجاهات الاجتماعية، بمن فيهم أطباء ومعلمون وأكاديميون. هذه الحملة “المسعورة” تأتي في ظل مخاوف متزايدة لدى الجماعة من اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمها، خاصة وأن إب باتت تُعتبر مركزًا للمعارضة.
وكشفت مصادر حقوقية عن أسماء جزء من الدفعة الثانية من المعتقلين، والتي شملت شخصيات بارزة مثل الطبيب أحمد ياسين، والمعلم فيصل الشويع، والطبيب صادق اليوسفي، والمعلم محمد طاهر، ونبيل اليفرسي، وعبد الرحمن الظافري، وصادق النهمي، والطبيب ثائر الدعيس، والباحث محمد عقلان، وطلال سلام، وأحمد الشامي. كما طالت الاعتقالات المعلمين عبد العليم وياسر الرحامي وعبده يحيى، والطبيب طه عثمان، وفؤاد العرومي، والمحامي حميد الحبري، وعبد الملك الأحمدي وشقيقه
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن أعدادًا أخرى من المعتقلين لم يتم الكشف عن أسمائهم، حيث تلقت الأسر تهديدات صريحة من أتباع الحوثيين بأن أي إفصاح عن الاعتقال سيعقّد من أمر إطلاق سراح ذويهم.
تُنفذ هذه الحملة دون توجيه تهم واضحة، حيث تمنع مخابرات الحوثيين زيارة المعتقلين أو توكيل محامين للدفاع عنهم. وتُرجح المصادر أن هذه الإجراءات القمعية مرتبطة بخشية الحوثيين من انتفاضة شعبية ضد سلطتهم في المحافظة، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وتساقط حلفائهم في معظم البلدان العربية، بالإضافة إلى تزايد الاحتقان الشعبي ضد ممارساتهم.
وتُبدي المصادر خشيتها من تعرض المعتقلين للتعذيب، وسط مؤشرات على مخطط لنقلهم إلى صنعاء. ويُتهم جهاز مخابرات الشرطة، الذي استُحدث مؤخرًا ويقوده علي الحوثي نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء هذه العملية القمعية.
من بين الحالات المأساوية، أكدت أسرة الطبيب أحمد ياسين احتجازه منذ أيام دون أي تهمة رسمية، ومنع الزيارة عنه وقطع تواصله مع أسرته، رغم التزامه الصمت وابتعاده عن أي نشاط سياسي. كما كشف ناشطون عن اعتقال الباحث محمد عقلان فور حصوله على شهادة الدكتوراه بتقدير ممتاز، وأن أسرته تخفي عن والدته الضريرة واقعة سجنه، مدعين أنه ذهب إلى صنعاء.
تأتي هذه الحملة الحوثية في إب متزامنةً مع حالة الفوضى الأمنية التي تعيشها المحافظة، إذ يتهم السكان مدير الأمن أبو علي الكحلاني، وهو الحارس الشخصي السابق لزعيم الحوثيين، بالوقوف وراء هذه الفوضى. ويُعتقد أن رعاية هذه الفوضى تهدف إلى تبرير عملية القمع والاعتقالات وإخافة السكان من أي انتفاضة ضد سلطتهم.
من جهتها، أكدت منظمة «رصد» للحقوق والحريات أنها تتابع حملة الاختطافات التي يقوم بها الحوثيون منذ شهر في المحافظة، والتي طالت العشرات من المدنيين، وإخضاعهم لتحقيقات مكثفة في مبنى المخابرات.
وأدانت المنظمة هذه “الجريمة” بشدة، وحمّلت الجماعة الحوثية المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين، مؤكدة أن الاختطاف والإخفاء والتعذيب هي جرائم حرب لا تسقط بالتقادم ولن يفلت مرتكبوها من العقاب.
ودعت المنظمة الحكومة الشرعية إلى تعليق التواصل مع الجانب الأممي للضغط على الحوثيين للتوقف الفوري عن هذه الجرائم، كما طالبت المنظمات المحلية والدولية بتوثيق هذه الانتهاكات وإدانتها بقوة ووضوح، لضمان عدم تكرارها ومحاسبة المسؤولين عنها.
هذه الانتهاكات تضاف إلى سجل الميليشيا الأسود في قمع الحريات واستهداف المدنيين، وتثير قلقًا بالغًا بشأن مصير المعتقلين ومستقبل الحريات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.