الرئيسيـة

غضب يمني عارم: بيان الإخوان المسلمين حول اغتيال الشيخ حنتوس يتجاهل الجناة ويثير الشكوك

شقرة نيوز _ أبين _ الجمعة، 4 يوليو 2025

أثار بيان صادر عن جماعة “الإخوان المسلمين” بشأن اغتيال الشيخ اليمني الداعية صالح حنتوس موجة استياء وغضب عارم في الأوساط اليمنية، بعد أن تجاهل الإشارة الصريحة إلى الجهة المسؤولة عن الجريمة، رغم أن الاتهامات موجهة بشكل لا لبس فيه إلى ميليشيا الحوثي الإرهابية.

وكانت الجماعة قد أصدرت، الجمعة، بيانًا نعت فيه الشيخ حنتوس، أحد رموز الدعوة والتعليم بمحافظة ريمة، والذي قُتل داخل منزله في قرية المعذب بمديرية السلفية. لكن البيان اكتفى بوصف ما جرى بأنه “جريمة نكراء تأتي ضمن مسلسل الاستهداف الممنهج للعلماء والدعاة والمصلحين في اليمن”، مشددًا على “رفض كافة ألوان العنف والإرهاب من أي جهة صدرت”، دون أن يُسمي مرتكبي الجريمة البشعة.

غياب الإشارة إلى الحوثيين، الذين اقتحموا منزل الشيخ مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقذائف، وأصابوا أفرادًا من أسرته قبل تصفيته بدم بارد، أثار سخطًا واسعًا. هذا التجاهل الصارخ، خصوصًا وأن البيان صدر بعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة، اعتبره كثيرون تواطؤًا مكشوفًا أو محاولة لمسك العصا من المنتصف في قضية لا تحتمل الحياد.

الكاتب الصحفي همدان العليي انتقد البيان بحدة قائلًا: “لسنا بحاجة لبيانات كهذه لا تشير إلى المجرم وإلى دوافعه بشكل واضح ومسؤول. الحديث عن الجريمة دون ذكر المجرم يعني تسترًا عليه. هذا بيان فيه تواطؤ مع الحوثيين لا نقبله في اليمن”. وعلق الكاتب سام الغباري بسؤال مباشر ومحرج: “من قتله؟”، بينما وصف الناشط مختار الزبيدي البيان بأنه “تعزية متأخرة وناقصة”، مضيفًا: “أصبح ميدانكم الوحيد التعازي والتهاني، وحتى في هذا لم تكونوا صريحين وتسموا الأمور بمسمياتها”.

من جهته، تساءل الكاتب محمد مهدي بمرارة: “من الذي اغتاله يا إخوان؟ ولا خايفين تجرحوا محاسيس الحوثيين؟”، في إشارة إلى ما اعتبره مجاملة مرفوضة للميليشيا على حساب دماء الأبرياء. الكاتب المصري سمير العركي هاجم البيان بقوة، قائلًا: “حتى في إدانة الاغتيال الآثم الذي تعرض له الشيخ الإخواني السبعيني، أرادت الجماعة مسك العصا من المنتصف. تجهيل جهة الاغتيال المعروفة وهي جماعة الحوثيين يراد منه عدم إغضاب إيران وحلفائها”.

يُشار إلى أن الشيخ صالح حنتوس، الذي كان من أبرز دعاة محافظة ريمة وكرّس حياته لتعليم القرآن الكريم، قُتل مساء الثلاثاء الماضي، بعد اقتحام منزله ومحاصرته من قبل ميليشيا الحوثي. وقد أُصيبت زوجته وأفراد من أسرته، وتم اختطاف جثمانه قبل إعادته إلى أهله شريطة دفنه في جنح الظلام، وسط استمرار حملات الاختطاف والمداهمات التي طالت أبناء قريته، حتى اليوم الجمعة. هذه الجريمة البشعة، وتجاهل الإخوان المسلمين لمرتكبيها، يثيران تساؤلات خطيرة حول مواقف بعض الأطراف في المشهد اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى