شقرة نيوز _ أبين _ الأربعاء، 13 أغسطس 2025
قال الإعلامي ياسر اليافعي إن الحروب والصراعات في اليمن لم تقتصر على إحداث الدمار والخراب، بل ساهمت أيضًا في بروز طبقة جديدة من أصحاب النفوذ والثروات الذين استغلوا الفوضى والفساد لبناء مكانة اقتصادية وسياسية لم يكن بإمكانهم تحقيقها في ظل الاستقرار.
وأوضح اليافعي أن هذه الطبقة، التي وصفها بـ”حراس الفوضى”، تدرك جيدًا أن أي إصلاح حقيقي سيؤدي إلى تقويض نفوذها وانهيار مصالحها. ولهذا السبب، تقف هذه الفئة في طليعة المعارضين لأي محاولة لتصحيح المسار في البلاد. وأشار إلى أن مرحلة ما بعد الحروب تزداد تعقيدًا بسبب مقاومة هذه الفئة لأي تغيير يهدد امتيازاتها المكتسبة.
واستشهد اليافعي بفوضى قطاع الأدوية كمثال واضح على ذلك، حيث يفتقر اليمن إلى جهة موحدة تنظم عملية الاستيراد وتحدد الأسعار وتفرض الرقابة اللازمة. وفي المقابل، لفت إلى أن المستشفيات الخاصة في الدول المستقرة تخضع لنظام موحد يتيح للطبيب الاطلاع على ملف المريض بسهولة بغض النظر عن مكانه.
كما أشار إلى التضخم الكبير في ثروات الصرافين، وتحول قيادات عسكرية وأمنية من مواقع هامشية إلى كيانات تجارية ضخمة، بالإضافة إلى مسؤولين في المرافق الإيرادية أصبحوا من كبار ملاك العقارات داخل وخارج اليمن.
وشدد اليافعي على أن التصدي لهذه الطبقة يمثل واجبًا وطنيًا على النخبة الشريفة، معتبرًا أن كسر نفوذهم هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة تقوم على العدالة والكرامة.
