اللواء الزُبيدي في جلسة حوارية بجامعة كولومبيا: لا سلام في اليمن دون حل الدولتين وضمان حق الجنوب في تقرير المصير

نيويورك – شقرة نيوز – الجمعة، 26 سبتمبر
أكد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن السلام الدائم في اليمن لن يتحقق إلا عبر الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، والعودة إلى ما قبل مشروع وحدة العام 1990، بإقامة دولتين مستقلتين في الشمال والجنوب.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها جامعة كولومبيا الأمريكية، على هامش الدورة الـ80 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين وصانعي السياسات.
وأوضح الزُبيدي أن مشروع الوحدة فشل منذ بدايته، وأن كل محاولات ترميمه لم تُفلح، مشيراً إلى أن إنكار هذا الواقع يفاقم الصراع ويهدد الاستقرار الإقليمي. وقال:”على المجتمع الدولي أن يدرك أنه لا يمكن احتواء الحوثيين في شمال اليمن إلا بوجود دولة جنوبية قوية، تقدم بديلاً قابلاً للحياة يقوم على الديمقراطية والتعددية والازدهار.”
كما أكد الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى لبناء دولة حديثة قائمة على مبادئ الحرية والديمقراطية والتعايش، على النقيض من مشروع الحوثيين الذي يسعى لإقامة دولة دينية طائفية على غرار النموذج الإيراني.
وبشأن خارطة الطريق الأخيرة التي طرحتها الأمم المتحدة، حذر الزُبيدي من أنها قد تتحول إلى خطوة لشرعنة جرائم الحوثيين ومنحهم غطاءً لحكم اليمن بأكمله، وهو ما يرفضه الشعب الجنوبي بشكل قاطع، مؤكداً أن أي عملية سلام مستقبلية يجب أن تنطلق من واقع الأرض وتعترف بحق الجنوب في تقرير المصير.
وتطرق الزُبيدي إلى جهود المجلس الانتقالي في المجالين الاقتصادي والخدماتي، مشيراً إلى التعاون مع البنك الدولي لتنفيذ مشاريع استراتيجية في قطاع الكهرباء، والنجاحات المحققة في تعزيز قيمة الريال، إلى جانب التدخلات الإنسانية المباشرة لمواجهة الأزمات مثل الفيضانات الأخيرة في عدن ولحج.
وختم الزُبيدي بالتأكيد أن الجنوب لن يقبل بفراغ سياسي أو سوء إدارة، بل يسعى إلى تأسيس كيان سياسي ديمقراطي ومستدام يلبي تطلعات شعبه، ويقدّم نموذجاً ناجحاً للاستقرار في المنطقة.