حضرموت تنتفض في سيئون… مليونية ضخمة تفوّض القوات الجنوبية لاستكمال تحرير الوادي وتجدّد التفويض للزُبيدي
أبين – شقرة نيوز – الأحد، 30 نوفمبر 2025
سيئون — في مشهد غير مسبوق، تحوّلت مدينة سيئون اليوم إلى ساحة مليونية عارمة، احتشد فيها أبناء حضرموت لتجديد العهد في الذكرى الـ58 لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي، تلبيةً لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي، في فعالية وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ المحافظة منذ عقود.
وامتلأت شوارع وساحات سيئون بآلاف المواطنين القادمين من مختلف مديريات حضرموت، رافعين أعلام الجنوب وصور الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في رسالة شعبية واضحة أكدت وحدة الموقف الجنوبي، وتجدد التمسك بمشروع التحرير واستعادة الدولة.
رسائل قوية: رفض الوصاية وتمكين أبناء حضرموت
ورفع المحتشدون شعارات تطالب بتمكين أبناء حضرموت من إدارة أمنهم ومواردهم، وإخراج القوات الشمالية من وادي حضرموت باعتبارها — وفق الجماهير — سببًا للاختلالات الأمنية والانتهاكات المستمرة، مؤكدين أن الاستقرار لن يتحقق إلا بعودة النخبة الحضرمية والقوات الجنوبية لتولي الملف الأمني والعسكري في الوادي.
الكثيري: عهد الرجال للرجال وحضرموت لن تخضع
وفي كلمة مؤثرة خلال الفعالية، نقل الأستاذ علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، تحايا الرئيس الزُبيدي للجماهير، مؤكدًا أن حضرموت ستظل صمام أمان الجنوب، وأن لحظة تمكين أبنائها من إدارة الوادي باتت قريبة.وأشار الكثيري إلى أن “وقت إنهاء وجود القوات التي أطلقت النار على المدنيين بالأمس قد حان”، مؤكداً أن حضرموت ستبقى لأبنائها، وأن الجنوب كله سيكون سنداً لها.
باتيس: هذا احتشاد أمة… وسيئون قلب حضرموت النابض
وأكد محمد صالح باتيس، القائم بأعمال رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت، أن اختيار سيئون لإقامة المليونية يحمل دلالة قوية على أن حضرموت هي الركيزة الاستراتيجية للجنوب وصمام أمان وحدته الوطنية.
وحذّر باتيس من محاولات “قوى الاحتلال اليمني” لإبعاد حضرموت عن محيطها الجنوبي، مؤكداً أن وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى يشكل أصل الفوضى والانفلات الأمني في الوادي، وطالب بإخراجها فوراً وتمكين النخبة الحضرمية والقوات المسلحة الجنوبية من إدارة ملف الأمن.
تفويض شعبي صريح لتحرير الوادي
وفي كلمة صريحة وذات دلالات كبيرة، أعلن عبدالملك الزُبيدي، رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون وادي وصحراء حضرموت، أن أبناء حضرموت يفوّضون القوات المسلحة الجنوبية رسمياً لاستكمال تحرير ما تبقى من المحافظة.
وأكد أن “تحرير أراضي حضرموت المحتلة واجب شرعي ووطني”، داعياً أبناء المحافظة إلى الجهوزية الكاملة في مديرياتهم وقراهم، ومشدداً على أن “صبر الناس نفد، ولم يعد أي مجال لحلول ترقعية”.
بيان المليونية: تفويض للزُبيدي وتمسك بالدولة الجنوبية
واختُتمت الفعالية بإصدار بيانٍ جماهيري أكّد أن الحشود المليونية في سيئون تعبّر عن إرادة جنوبية ثابتة لا تقبل الانتقاص من حق الشعب في استعادة دولته بحدود ما قبل 1990م.
وشدد البيان على:
ضرورة إخراج القوات الشمالية من وادي وصحراء حضرموت.
تمكين النخبة الحضرمية والقوات الجنوبية من إدارة الملف الأمني والعسكري.
دعوة الأمم المتحدة والرباعية الدولية للتعامل مع قضية الجنوب كقضية مركزية.
تثمين دور التحالف العربي، وخاصة السعودية والإمارات.
كما جدّد البيان التفويض الشعبي الكامل للواء عيدروس قاسم الزُبيدي لقيادة المرحلة المقبلة سياسيًا وميدانيًا نحو التحرير والاستقلال، وفاءً لتضحيات الشهداء.
