تفاصيل صادمة تكشف وحشية الحوثيين قصفوا منزل شيخ القرآن حنتوس بالأسلحة الثقيلة ورفضوا تسليم جثمانه

شقرة نيوز _ أبين _ الجمعة، 4 يوليو 2025
في جريمة تتجاوز كل حدود الوحشية، كشف كمال غالب المسوري، شقيق زوجة الشيخ الشهيد صالح حنتوس، تفاصيل صادمة حول اغتيال شيخ القرآن السبعيني في أواخر مارس 2022م، مؤكداً أنها لم تكن حادثاً عابراً، بل عملية ممنهجة دبرتها ميليشيا الحوثي الإرهابية، انتهت بقصف منزله بالأسلحة الثقيلة ونهب ممتلكاته، ورفض تسليم جثمانه الطاهر.
المسوري أوضح أن هذه الجريمة البشعة كانت تتويجاً لسلسلة طويلة من الضغوط والتهديدات التي تعرض لها الشيخ حنتوس، بسبب رفضه القاطع الخضوع لإملاءات الجماعة وتحويل مسجده ودار تحفيظ القرآن التابع له إلى بؤرة لنشر أفكارهم الطائفية.
بدأت فصول المأساة عندما “نزلت حملة على دار القرآن الذي أسسه ويديره الشهيد صالح حنتوس”، وأصرت على إغلاقه. ورغم تدخل وجهاء محليين لإقناع الشيخ بالقبول “حفاظاً على حياته”، وافق الشيخ على الإغلاق بشرط الحفاظ على مسجده وحلقة القرآن، وهو ما وافقت عليه الميليشيات مبدئياً، في تكتيك وصفه المسوري بـ “التدرج المرحلي لتحقيق الغايات الخبيثة”.
لكن سرعان ما انقلبت الوعود، حيث أُرسلت للشيخ ملازم حسين الحوثي ومناهج الجماعة الطائفية، وطُلب منه تدريسها في المسجد. هنا، كان رد الشيخ حنتوس حاسماً: “رفض ذلك رفضاً قاطعاً”، مؤكداً على الهوية السنية الخالصة لـ “ريمة السنية 100/100”.
تزايدت الضغوط عليه عبر بعض الوجهاء لإيقاف تدريس القرآن أو قبول المناهج الحوثية، لكن الشيخ ظل صامداً ومتمسكاً بمبادئه. بعدها، لجأت الميليشيات إلى “مطايا” لكتابة “تقارير كيدية” تدعي ممارسته لنشاط مشبوه وتلقيه أموالاً من الخارج، في “الأسطوانة المعروفة” لتشويه السمعة وتبرير القمع.
طُلب من الشيخ الحضور إلى المحافظة للتحقيق، وضغط الوجهاء عليه باسم “المحافظ”. لكن الشيخ رفض ذلك، قائلاً: “أنتم تعرفوني وبإمكانكم الحضور إلينا والتأكد بأنفسكم أن كل ما يقال غير صحيح”. مع تزايد الضغوط لتسليم نفسه، شعر الشيخ حنتوس بـ “نية مبيتة لاعتقاله وإهانته وتغييبه”، فرفض كل ذلك مؤكداً: “أنا لم أرتكب أي جريمة والكل يعرف ذلك ولن أبرح بيتي ومسجدي مهما كان”.
تلا ذلك هجوم وحشي “بمختلف الأسلحة” على منزله، أدى إلى استشهاد الشيخ صالح حنتوس “مجيداً مقبلاً غير مدبر”، كما أصيبت زوجته وعدد من أقربائه. لم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، فقد “تم خطف ثلاثة من أولاده وأقربائه الجرحى” الذين كانوا في المنزل، و “تم نهب بيوت الأسرة بصورة تعبر عن مدى الانحطاط الذي وصلت إليه هذه الجماعة”.
وأشار المسوري إلى أن الميليشيات، ومنذ وقوع الجريمة، “مستنفرة في الضغط على الوجهاء والأهالي تحاول أن تنتزع منهم اعترافات بأكاذيب تحاول من خلالها تبرير الجريمة” التي استنكرها “كل العقلاء” وأحدثت “صدى لم يكن متوقعاً لدى المجرمين”. وكشف المسوري عن “تلاوم بين قيادات ومشرفي الميليشيات في المنطقة”، حيث يحاول كل طرف “التنصل من المسؤولية” ويلوم الآخر، متسائلين عن مزاعم وجود مخازن أسلحة أو حشود. بل وصل الأمر إلى لوم القادمين من خارج ريمة لمشرفي السلفية قائلين: “الله يخزيكم نزلتوتنا على عجوز وشيبة”.
ونفى المسوري الرواية الحوثية حول قتلى من جانبهم، مؤكداً أنهم “متناقضون في عدد قتلاهم” ولا توجد أسماء، ما “يؤكد كذب السردية التي يطرحونها”. وحذر من أن الميليشيات قد تلجأ إلى “إحضار أسلحة إلى منزله (الشيخ) والادعاء بأنها كانت معه”، أو حتى “إحضار جثث ويدعوا أنه باشرها بالقتل فهم في هذه خبراء يتفوقون على إبليس نفسه”.
واختتم المسوري بالتحذير من ضغوط الميليشيات على الناس لتقديم “شهادات مكذوبة لا يقبلها المنطق السليم”، مشيرًا إلى بيان “غبي” أصدره المحافظ بعد جمعه لعدد من المشايخ، يحمل الشيخ الشهيد المسؤولية ويعتبر قتله “انتصارًا لغزة”، وهو ما وصفه بـ “حاجة تضحك الحمير”. وأكد المسوري أن “الجريمة هزت كيان الحوثي وقضت على التعاطف الذي جلبته لهم الصواريخ الفارغة التي يطلقونها في اتجاه فلسطين المحتلة لأن الناس عرفوا أنه لا فرق بينهم وبين الكيان المجرم.. لذلك فهم في قمة التخبط”.