الرئيسيـة

قيادي إصلاحي من الخارج يربط «الاستقرار» في حضرموت برحيل قوات الانتقالي

أبين – شقرة نيوز – الخميس، 18 ديسمبر 2025

فتحت تصريحات صادرة عن قيادي بارز في حزب الإصلاح اليمني، من خارج البلاد، باب التأويل واسعاً حول طبيعة الرسائل التي يسعى الحزب لإيصالها بشأن مستقبل الأوضاع في محافظة حضرموت، بعد أن جرى ربط الاستقرار الأمني فيها بخيارات سياسية وعسكرية بعينها.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح عبدالرزاق الهجري، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، إن ما وصفها بـ«الدعوات داخل حضرموت لانسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي» قد تتحول قريباً إلى «مطالب ساحقة»، في حديث بدا وكأنه يرسم معادلة مفادها أن بقاء الهدوء مرهون بتحقق هذا المطلب.

الهجري، الذي يزور بريطانيا حاليا على رأس وفد حزبي، أعاد توصيف التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية بوصفها دخول «قوى غير نظامية» إلى مناطق «كانت مستقرة وآمنة»، متجاهلاً السياق الأمني المرتبط بعمليات تأمين ومكافحة تهريب، ومغفلاً حقيقة أن تلك المناطق شهدت، خلال فترات سابقة، اختلالات أمنية واغتيالات واسعة لم تُثر آنذاك أي قلق مماثل.

وفي الوقت الذي اتهم فيه قوات المجلس الانتقالي بأنها «ألقت بالفوضى في كل مكان»، تحدث القيادي الإصلاحي عن أمله في «خروج سلمي» لهذه القوات، في صيغة قرأها مراقبون باعتبارها تفريقاً لغوياً دقيقاً بين سيناريوين، أحدهما مرغوب والآخر يُترك دون تسمية.

كما زعم الهجري أن «جميع القيادات السياسية والقبلية البارزة» في حضرموت تطالب برحيل المجلس الانتقالي، مستنداً إلى رواية عامة لا تعكس تعددية المواقف داخل المحافظة، ولا حجم التباين بين القوى المحلية حول شكل الترتيبات الأمنية المطلوبة، في محافظة لطالما وُصفت بتعقيداتها السياسية والاجتماعية.

وفي السياق ذاته، أعاد القيادي الإصلاحي طرح مزاعم تتعلق بـ«انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان» دون تقديم توثيق مستقل، في وقت يتساءل فيه متابعون عن أسباب غياب الخطاب الحقوقي ذاته خلال مراحل سابقة شهدت فيها حضرموت حوادث اغتيال وتفجيرات طالت قيادات أمنية وعسكرية بارزة.

ولم تخلُ التصريحات من الإشارة إلى موقف إقليمي، إذ قال الهجري إن السعودية «مصممة على رحيل هذه القوات وعودتها إلى مناطقها»، محذراً في الوقت ذاته من أن استمرار الوضع الحالي يؤدي إلى «تفتيت الحكومة الشرعية»، وأن المستفيد النهائي هو جماعة الحوثي، في طرح يرى فيه مراقبون تحميل النتائج مقدماً، وربطاً للأمن المحلي بتجاذبات سياسية أوسع.

ويرى محللون أن توقيت هذه التصريحات، وصياغتها من خارج اليمن، يعكس محاولة لإعادة تدوير خطاب الضغط السياسي بلغة دبلوماسية ناعمة، تضع الاستقرار كشرط، وتترك ما عداه مفتوحاً على الاحتمالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى