الرئيسيـة

اعتداء مسلح على دكتورة وابنتها يثير موجة غضب ضد محور تعز الإخواني

تعز – شقرة نيوز – الجمعة 12 سبتمبر 2025

شهدت مدينة تعز في الأول من سبتمبر الجاري حادثة اعتداء مسلح استهدفت الدكتورة عزيزة شرف وابنتها، في واقعة أثارت موجة غضب واسع ضد عناصر تتبع اللواء 170 دفاع جوي، أحد الألوية التابعة لمحور تعز الإخواني.

ووفق مصادر محلية وإعلامية متطابقة، فقد أقدم كل من رضوان سيف محمد سعيد الملقب بـ(شمهان)، وجمال عبدالله عبده محمد الملقب بـ(الجمرة)، من أفراد الكتيبة الثالثة في اللواء ذاته، على اعتراض سيارة الدكتورة عزيزة أثناء عودتها من العمل قرب نقطة خلف صالة الروضة.

وقام المسلحان بإطلاق النار على السيارة والتلويح بأسلحتهما في وجه الدكتورة وابنتها، مهددين بقتلهما.المصادر أوضحت أن الحادثة جاءت على خلفية شكوى رفعتها الدكتورة ضد طفل اعتدى عليها سابقًا، لتتفاجأ بالرد العنيف من والده الذي قال صراحة أثناء الاعتداء: “أنا أبو الولد، وما فعلته بكم عقاب على شكواكم بابني”، في إشارة مباشرة إلى الدافع الانتقامي.

وعقب الحادثة، حضر إلى الموقع عصام عبدالله مقبل، قائد موقع كلابة، وصادر أسلحة المعتدين متعهدًا بإنصاف الضحية وإصلاح السيارة. إلا أن المصادر لفتت إلى أن عصام نفسه أحد المتهمين بمحاولة اغتيال رئيس جامعة تعز عام 2018، ما زاد من الشكوك حول جدية وشفافية التعامل مع القضية.

ورغم تسجيل شكوى رسمية في قسم شرطة عصيفرة وتحويلها إلى البحث الجنائي، أكدت المصادر أن المعتدين لم يُحالوا إلى الشرطة العسكرية كما يقتضي القانون، بل جرى إيقافهم لفترة قصيرة قبل الإفراج عنهم، في ما اعتبره ناشطون تكريسًا لسياسة الإفلات من العقاب.

الحادثة فجّرت موجة غضب شعبي وحقوقي في أوساط أبناء تعز، حيث عبّر ناشطون عن تضامنهم الكامل مع الدكتورة وابنتها، مؤكدين أن المدينة باتت تعيش تحت هيمنة مليشيا الإخوان التي تفرض منطق القوة وتستبيح حياة المدنيين، في ظل غياب تام لدور مؤسسات الدولة وضعف الأجهزة الأمنية.

ويرى مراقبون أن هذه الجريمة ليست سوى حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها تشكيلات محور تعز الإخواني بحق المدنيين، في مشهد يعكس فوضى السلاح واستقواء بعض القيادات العسكرية بمواقعها بعيدًا عن أي مساءلة قانونية.

خلفية سياقية

شهدت مدينة تعز خلال السنوات الماضية سلسلة من الانتهاكات المماثلة التي تورّطت فيها تشكيلات عسكرية تابعة لمحور تعز المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، شملت جرائم قتل خارج القانون، واقتحامات لمنازل المدنيين، واعتقالات تعسفية لناشطين وصحفيين، إلى جانب الاستيلاء على ممتلكات خاصة وتحويل أحياء سكنية إلى مناطق نفوذ مسلح.

تقارير حقوقية محلية ودولية كانت قد رصدت منذ العام 2017 تجاوزات متكررة من هذه التشكيلات، بينها قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي، وعمليات تصفية داخلية، فضلًا عن حوادث قنص طالت مدنيين بينهم نساء وأطفال.

ويرى مراقبون أن هذه الوقائع المتكررة تؤكد تحوّل محور تعز إلى سلطة أمر واقع، تستخدم نفوذها العسكري لتكريس حكم المليشيا وفرض قانون الغاب، في ظل عجز السلطات الشرعية عن ضبط الأوضاع الأمنية أو محاسبة المتورطين.

وبحسب خبراء في الشأن اليمني، فإن استمرار هذه الممارسات يضاعف من حالة الاحتقان الشعبي في تعز، ويمثل تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي، كما يعزز مناخ الفوضى الذي تستفيد منه الجماعة الإخوانية لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى