تصعيد حوثي مروع: طرد الشيخ يوسف الشرعبي من مسكنه بعد أيام من الإفراج عنه لرفضه إملاءات طائفية

شقرة نيوز _ أبين _ الجمعة، 4 يوليو 2025
صنعاء
في خطوة تعكس تصعيدًا ممنهجًا لسياسات الإقصاء التي تنتهجها ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد رجال الدين المستقلين، أقدمت الميليشيا على طرد الشيخ يوسف الشرعبي، إمام وخطيب جامع “مصعب بن عمير” في حي السنينة بالعاصمة صنعاء، من مسكنه الملحق بالجامع. هذا الإجراء الصادم يأتي بعد أيام قليلة فقط من الإفراج عنه عقب احتجاز دام لأكثر من عشرة أشهر.
المصادر المحلية أكدت أن اعتقال الشرعبي جاء بسبب رفضه القاطع الالتزام بتعليمات الميليشيا بأداء صلاة الغائب على حسن نصر الله، زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، وهو ما اعتبرته الجماعة تحديًا لتوجهاتها الطائفية وفرض سيطرتها على المنابر الدينية.
خلال فترة اعتقاله، تعرض الشيخ الشرعبي لضغوط شديدة وتهديدات مستمرة، في محاولة لإجباره على التنحي عن مهامه وإخلاء المسكن تمهيدًا لتعيين خطيب موالٍ. ويُعد قرار الطرد هذا ضربة قاسية للشيخ، الذي أمضى سنوات في بناء المسجد وسكنه الملحق بجهود شخصية ودعم من متبرعين، في ظل أوضاعه الاقتصادية الصعبة، مما يجعل هذا الإجراء تعسفيًا وغير إنساني، ويزيد من معاناته بعد محنة الاعتقال.
تأتي هذه الحادثة في سياق حملة ممنهجة ومتصاعدة تنفذها ميليشيا الحوثي لإعادة تشكيل المنابر الدينية في مناطق سيطرتها. تهدف هذه الحملة إلى تغيير الأئمة والخطباء، وفرض خطاب مذهبي يخدم أجندتها الفكرية والطائفية، على حساب الاستقلالية والاعتدال الديني، في محاولة لإحكام قبضتها على الوعي المجتمعي وإسكات أي صوت معارض. هذه الممارسات تنذر بمستقبل مظلم للحريات الدينية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.