صعدة: اغتيال غامض ينهي حياة الشيخ جتوم.. وشكوك حول صراع أجنحة داخل الحوثيين

شقرة نيوز _ أبين _ الإثنين، 14 يوليو 2025
صعدة
في حادثة مأساوية تثير الشكوك حول صراع أجنحة داخل مليشيا الحوثي، لقي الشيخ القبلي البارز “علي صلاح جتوم” مصرعه اغتيالاً في ظروف غامضة بمحافظة صعدة، بعد ساعات قليلة من ظهوره الأخير في مجلس عام.
تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو يوثق الظهور الأخير للشيخ جتوم، أحد أبرز وجهاء قبيلة سفيان بمحافظة عمران، وهو جالس في مجلس القات بمنزل رجل الدين المعروف “محمد عوض المؤيدي الضحياني” في صعدة. بدا الشيخ مرتاحاً وهو يتبادل الحديث مع الحضور، قبل أن يغادر عائداً إلى منزله في مديرية حرف سفيان.
وبحسب مصادر محلية، لم تكد تمر ساعات على خروجه من المجلس، حتى تم اعتراضه من قِبل مسلحين على متن طقم عسكري يُرجّح أنه تابع للحوثيين، حيث أمطروه بوابل من الرصاص وأردوه قتيلاً في الطريق، وتأكد المهاجمون من وفاته في موقع الجريمة.
ربطت مصادر قبلية الحادثة بتصاعد الخلافات داخل أجنحة جماعة الحوثي، مشيرة إلى أن الشيخ جتوم كان محسوباً على تيار المؤيدي، الذي يُنظر إليه داخل الجماعة كصاحب طموح ديني وسياسي يتعارض مع مركزية عبد الملك الحوثي. كما أعادت الجريمة إلى الواجهة سلسلة الاغتيالات الغامضة التي طالت خلال الأعوام الأخيرة شخصيات من أسرة المؤيدي، ما يعزز فرضية وجود صراع داخلي على النفوذ، يدور في الظل بين مرجعيات الجماعة، ويُلقي بظلاله على تماسكها.
تطالب جهات قبلية مستقلة بفتح تحقيق محايد وشفاف في ملابسات اغتيال الشيخ جتوم، مؤكدين أن استهداف الرموز القبلية يهدد بتفجير الأوضاع الاجتماعية في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ويُفاقم من حالة عدم الاستقرار.
تُشكل هذه الجريمة مؤشراً خطيراً على طبيعة الصراعات الخفية داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وتُبرز التحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها هذه المناطق في ظل غياب سلطة قضائية مستقلة.