الرئيسيـة

صنعاء تحت وطأة القمع الحوثي: مصادرة عربة “بائع البلس” تعيد إلى الواجهة استهداف الميليشيا لأرزاق الفقراء

شقرة نيوز _ أبين _ الخميس، 26 يونيو 2025

صنعاء

في مشهد يعكس قسوة الممارسات الحوثية الممنهجة ضد لقمة عيش المواطنين، أقدمت ميليشيا الحوثي، عبر صندوق النظافة والتحسين في مديرية السبعين بصنعاء، على مصادرة عربة بائع التين الشوكي الشاب علي عبدالله محمد ناجي، المعروف بـ”بائع البلس”. هذه الحادثة، التي تمت بذريعة واهية هي “مخالفة التعليمات”، ليست سوى فصل جديد في مسرحية القمع المستمر الذي تمارسه الميليشيا ضد الفئات الأكثر ضعفاً، وتأتي بعد عام من تعرضه للسخرية العلنية على يد أحد ممثليها، مما يؤكد ازدراء الميليشيا للفقراء وسعيها لسحق أي بادرة أمل لديهم.

أعرب الشاب علي عبدالله محمد ناجي، في منشور له، عن صدمته واستيائه إزاء مصادرة مصدر رزقه الوحيد، دون أي توضيح لمصير العربة التي يعتمد عليها في كسب قوته. واكتفى بنشر صورة للوحة الإدارة العامة للنظافة، في إشارة واضحة إلى وقوف هذه الجهة، الخاضعة لسيطرة الميليشيا، خلف هذه الممارسة التعسفية التي تزيد من قتامة الواقع المعيشي في العاصمة.

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي لتؤكد على نمط سلوكي عدواني تتبعه الميليشيا، حيث يواصل قطاع البلدية الخاضع لسيطرتها حملاته الممنهجة التي تستهدف الباعة المتجولين وأصحاب البسطات. وتتزايد الاتهامات بالابتزاز اليومي للفقراء ومحدودي الدخل، مما يفاقم من معاناتهم ويجعل حياتهم أكثر قتامة في ظل حكم لا يرحم.

تُظهر هذه الممارسات بوضوح كيف تحول الميليشيا مؤسسات الدولة إلى أدوات للقمع والجباية، بهدف تمويل حروبها وتضخيم ثروات قادتها، بينما يعاني المواطن اليمني من انهيار اقتصادي متسارع، وانقطاع للرواتب، وتدهور غير مسبوق في القدرة الشرائية. إن استهداف أرزاق الناس بهذه الطريقة الوحشية يعكس طبيعة هذا الحكم الظلامي الذي لا يرحم، والذي يضع مصالحه الضيقة فوق حياة وكرامة الإنسان.

إن مصادرة عربة بائع بسيط، بعد عام من تعرضه للإهانة العلنية، ليست مجرد حادثة فردية، بل هي رسالة واضحة من الميليشيا الحوثية بأنها لا تتسامح مع أي محاولة للكسب الشريف في ظل حكمها القمعي. إنها دعوة صريحة لليأس، وتأكيد على أن الأمل في حياة كريمة يصبح حلماً بعيد المنال تحت وطأة هذا الواقع المرير الذي تعيشه صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى