150 مليون دولار شهرياً و120 ألف دولار يومياً.. الإخوان يواصلون نهب النفط وضريبة القات بين مأرب وتعز

شقرة نيوز _ أبين _ الخميس، 28 أغسطس 2025
في تعز، تتواصل اليوم معركة شديدة على ملف ضريبة القات، يقودها محور تعز العسكري، الذراع العسكري لحزب الإصلاح الإخواني، الذي حول ملف الضرائب المحلي إلى ماكينة نهب ضخمة تحت يافطة “الإيرادات المحلية”. ما يحدث في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي من صراخ ونشاط ملحوظ للجماعة لا يمكن فهمه بمعزل عن الخطوط الكبرى للفساد المالي والسيطرة على الموارد في مناطق نفوذهم.
الاستيلاء اليومي على ضريبة القات في تعز يصل إلى نحو 60 مليون ريال يمني يومياً (حوالي 120 ألف دولار)، وهو مبلغ يبدو ضخماً على مستوى المدينة، لكنه في الواقع مجرد نقطة في بحر من المليارات التي تُنهب في مأرب تحت سيطرة نفس الجماعة. الغضب العلني على وقف الاستيلاء على ضريبة القات ليس دفاعاً عن المواطنين، بل غطاء لإخفاء ممارسات أكبر وأكثر فظاعة في مناطق النفط والغاز بمأرب.
تشير تقديرات صادرة عن خبراء مستقلين، إلى أن إيرادات مأرب النفطية والغازية تتجاوز 5 ملايين دولار يومياً، من إنتاج النفط الخام ومصفاة مأرب (بنحو 1.3 مليون لتر يومياً من البترول المحسن والديزل والمازوت)، بالإضافة إلى إنتاج الغاز المنزلي اليومي الذي يصل إلى 165 ألف أسطوانة. المبلغ الشهري الذي يجمعه النظام الإخواني في مأرب يقدر بـ أكثر من 200 مليار ريال يمني (حوالي 150 مليون دولار شهرياً).
المفاجأة الصادمة تأتي عند النظر إلى حجم الإنفاق الرسمي للمحافظة، الذي لا يتجاوز 13 مليار ريال شهرياً (حوالي 9.7 مليون دولار). بمعنى آخر، هناك فجوة هائلة تُقدر بـ نحو 187 مليار ريال شهرياً (حوالي 140 مليون دولار) يتم نهبها أو تحويلها خارج الحسابات الرسمية، بلا أي شفافية أو مساءلة.
هذا الفارق الهائل هو ما يفسر الضجة الإعلامية والاجتماعية المصطنعة حول ضريبة القات في تعز. الجماعة تدرك أن أي تركيز على ملف الإيرادات المحلية في تعز قد يفتح الباب أمام تسليط الضوء على مأرب وفسادها المستمر. الهجوم المفتعل على الحكومة ووسائل الإعلام لن يهدف إلى حماية تعز، بل إلى إبقاء تدفق المليارات النفطية تحت سيطرة حزب الإصلاح دون رقابة.
في الأشهر الأخيرة، برزت جهود الحكومة لتعزيز الرقابة على الإيرادات المركزية والمحلية ضمن خطة إنقاذ اقتصادي صارمة، ما أثار استنفاراً غير مسبوق لدى الإخوان. اللجنة العليا للموارد السيادية والمحلية، برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، اجتمعت أربع مرات خلال أقل من شهر، بعد عامين من الانقطاع، في مؤشر واضح على حزم حكومي لكشف ملفات النهب المالي، وهو ما يضع حزب الإصلاح في موقف دفاعي حاد.
الأرقام التي تتكشف يومياً تكشف حجم الفساد المرعب: ملايين الدولارات تُجمع يومياً من مأرب، بينما المواطن يعيش أزمات خانقة. العجز المالي للمحافظة مقابل الإيرادات الهائلة يطرح تساؤلات مشروعة:
أين تذهب مليارات الريالات الناتجة عن النفط والغاز؟
من يتحكم في تحويل هذه الأموال إلى خارج حسابات الدولة؟
كيف يتم إنفاق مبلغ ضئيل لا يمثل إلا جزءاً صغيراً من الإيرادات الهائلة؟
هذه الحقائق تكشف الوجه الحقيقي لحزب الإصلاح: آلة نهب منظمة، ذراع سياسي وعسكري للإخوان المسلمين، تتحكم بالقرار المالي والمصادر الطبيعية، وتستخدم ملفات مثل ضريبة القات في تعز لتغطية فسادها الهائل في مأرب.