الرئيسيـة

فورين بوليسي: الغارات الإسرائيلية تسقط أسطورة الحوثي وتكشف هشاشته

شقرة نيوز | اليمن – السبت 6 سبتمبر 2025

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على جماعة الحوثي في صنعاء والحديدة، لم تقتل قيادات كبيرة فحسب، بل كسرت أهم ركيزة استندت إليها الجماعة طوال سنوات الحرب: أسطورة الحصانة التي روّجت لها بأنها عصيّة على الاستهداف.

وذكرت المجلة في تحليل، أن الخسارة الأعمق لم تكن في القيادات بل في البعد النفسي، بعدما ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي متحدثًا عبر خطاب متلفز بينما كان وزراؤه يُقتلون بالغارات الإسرائيلية، وهو مشهد وصفته بأنه “حطم أسطورة الحصانة”.

وأضافت أن الحوثيين مارسوا في البداية تعتيمًا إعلاميًا صارمًا على مقتل رئيس حكومتهم ولم يؤكدوه إلا بعد يومين، قبل أن تفضحهم التعازي المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكدت المجلة أن الصمت المريب من الحكومة الشرعية تجاه هذه الضربات لم يكن عبثًا، إذ استُغل للتذكير بمحاولة الحوثيين اغتيال أعضاء الحكومة في غارة مطار عدن عام 2020، معتبرة أن هذا الصمت بمثابة قبول ضمني أو حتى “اعتراف” بأن إسرائيل فعلت ما عجز عنه الآخرون.

كما لفتت إلى أن العديد من اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين أعربوا عن “رضا قاتم” لسقوط قادتهم، في مشهد يكشف الفجوة بين دعاية الجماعة عن “نصرة فلسطين” وواقع رفضهم داخليًا.

وأشارت المجلة إلى أن الضربات الإسرائيلية مثّلت تحولًا خطيرًا باستهداف القيادات السياسية بشكل مباشر، بعد أن كان التركيز سابقًا على البنية التحتية، مؤكدة أن هذه المنهجية تحمل رسالة واضحة: “إسرائيل مستعدة لجعل التكاليف شخصية ومباشرة لصانعي القرار الحوثيين”.

وأضاف التحليل أن الاختراق الاستخباراتي الذي مكّن من هذه الضربات لا يقلق الحوثيين وحدهم بل كل ما يُسمى بـ”محور المقاومة”، معتبرة أن سقوط هذه الهالة عن الحوثيين يفضح نموذج شبكة الوكلاء الإيرانيين ويكشف عن ثغرات منهجية عميقة.

وختمت المجلة بالقول: “قد لا يكون نظام الحوثيين قد سقط بعد، لكن الضربات الأخيرة دمّرت غطاء الحصانة الذي طالما تباهوا به. ما يموت اليوم هو الوجوه، وما يبقى هو آلة القمع التي تبقي اليمن رهينة… والسؤال: إلى متى ستبقى هذه الآلة قادرة على فرض معتقداتها؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى