تصريحات رسمية تفتح باب التحالفات المحظورة: نائب وزير الخارجية اليمني لا يستبعد تقاطعًا مع الحوثيين بدعوى حماية الوحدة

أبين – شقرة نيوز – الإثنين، 22 ديسمبر 2025
أثارت تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية مصطفى نعمان جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد حديثه صراحة عن إمكانية نشوء تحالف بين أطراف داخل معسكر الشرعية ومليشيا الحوثي، في حال ما اعتُبر أن “الوحدة في خطر”.
وفي مقابلة تلفزيونية على قناة العربية، قال نعمان إن ما وصفهم بـ”الوحدويين الموجودين في صف الشرعية” قد يجدون أنفسهم أمام خيار التحالف مع الحوثيين إذا تلاقت التقديرات بأن الطرفين يواجهان خطرًا مشتركًا، مضيفًا أن السياسة لا تعرف المستحيل حين تُطرح القضايا المصيرية على هذا النحو.
وأوضح المسؤول الحكومي أن المشهد اليمني يضم – وفق توصيفه – ثلاث كتل تتقاطع عند فكرة “الحفاظ على الوحدة”، داخل الجنوب وضمن الشرعية، إضافة إلى جماعة الحوثي، معتبرًا أن هذه الكتل قد تجد نفسها، في مرحلة ما، أمام تحالفات تفرضها الضرورة السياسية.
ولدى سؤاله بشكل مباشر عن مدى واقعية هذا السيناريو، أجاب نعمان بأنه “لا يستبعد شيئًا في السياسة”، مؤكدًا أن إنشاء التحالفات قد يصبح مخرجًا مطروحًا إذا جرى التعامل مع المسألة من زاوية “الخطر الداهم على الوحدة”، على حد تعبيره.
قراءة في الدلالات:
وتكشف هذه التصريحات، الصادرة عن مسؤول في الصف الأول للحكومة المعترف بها دوليًا، تحولًا لافتًا في أولويات الخطاب السياسي الرسمي، حيث تُطرح إمكانية التقارب مع جماعة مسلحة مصنفة كخصم رئيسي، في سياق مواجهة طرف آخر داخل المعسكر المناهض للحوثيين.
ويرى مراقبون أن هذا الطرح يعكس مفارقة عميقة في مسار الصراع اليمني؛ إذ يُفتح باب التحالفات عند حدود الخلافات السياسية الداخلية، بينما بقي ملف استعادة العاصمة صنعاء، منذ قرابة عقد من الزمن، دون تحريك جبهة عسكرية فاعلة أو بلورة استراتيجية حاسمة لإنهاء سيطرة الحوثيين عليها.
في المقابل، يشير محللون إلى أن ثبات المواقف المعلنة لبعض القوى تجاه الحوثيين، ورفضها أي تقاطع أو تخادم معهم تحت أي ذريعة، بات يشكل فارقًا واضحًا في مشهد تتداخل فيه الحسابات، وتُعاد فيه صياغة العداوات وفق أولويات متغيرة.
خلاصة المشهد:
تصريحات نعمان لا تُقرأ فقط باعتبارها رأيًا شخصيًا، بل بوصفها مؤشرًا على مستوى التفكير داخل دوائر رسمية، حيث يبدو أن الصراع يُعاد تعريفه، لا على أساس مواجهة الانقلاب المسلح، بل وفق معادلة جديدة تُقدَّم فيها “الوحدة” كأولوية تتقدم حتى على طبيعة الشريك والوسيلة.




